أئمة أوقاف مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دعاه بلا قيود
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو عباده




المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 25/02/2010
العمر : 43
الموقع : الدقهلية

أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك Empty
مُساهمةموضوع: أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك   أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك Icon_minitimeالخميس فبراير 25, 2010 4:06 pm



الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين

وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير نهانا عن فحش الأقوال والأفعال

وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله دعا إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة فسعدت البشرية أزمانا وأزمانا

اللهم صل وسلم وبارك على آله وعلى آله وأصحابه وعلى كل من استن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين

أما بعد

إخوتى الإيمان والإسلام : ــــــ

نستقبل اليوم العام الميلادي الجديد ومن حسن الطالع ولله عز وجل في ذلك حكم حينما بدأ العام الهجري بيوم الجمعة ويبدأ العام الميلادي بيوم الجمعة لتتوحد الأمة وكأن الله عز وجل يقول للأمة الإسلامية اليوم كفاكم شقاق وكفاكم فرقة فعليكم بالوحدة والإتحاد

نستقبل العام الميلادي الجديد والمسلم عند استقباله للأيام والشهور والأعوام يقف مع نفسه وقفات يحاسب فيها نفسه ويحدد لنفسه خريطة مستقبله والمسلم حينما يحدد لنفسه خريطة مستقبله فإنما يحددها من المنظور الإسلامي الإيماني وماذا سيجل في تلك الأيام من أعمال تكون له يوم الحشر ويوم القيامة

وإن أعظم وصيه وصاها النبي ـ صلى الله عليه وسلم لنا لطريق النجاة وحينما يحافظ الإنسان عليها في دنياه فإن له النجاة في الدنيا والآخرة وقد بين النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ للصحابي حينما سأله يا رسول الله ما النجاة ؟

فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )

حينما يسير المسلم بهذه الوصية التي بينها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنما الخير سيعود عليه في الدنيا والآخرة والمسلم يعلم علم اليقين قول الحق سبحانه وتعالى { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } يعلمبأن كل ما يصدر عنه سيحاسبه الله عز وجل عليه يعلم أن كل ما يخرج من فمه سيحاسبه الله عليها والمسلم يعلم علم اليقين بأن الله عز وجل جعل له كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون يسجلون للإنسان أعماله التي يقدمها في هذه الدنيا إن خيرا فخير وإن شرا فشر يبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك لنا ليوضح لنا الطريق الصحيح وأن على الإنسان أن يمسك لسانه أن على المسلم أن يعلم علم اليقين أن المرء مخبوء تحت لسانه فإن نطق علم الناس طبيعته وعلمت البشرية أخلاقه حينما يتلفظ الإنسان بالكلام فإنما يظهر من مكنونه المدفون ويظهر ما في قلبه ووجدانه أمام الناس فيعلمون الناس طبيعته وأخلاقه يعلمون الناس تلك الطبيعة التي يعيش بها وتلك الأخلاق التي يعيش من خلالها والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علمنا هذا الأمر ( أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )

( ومامن يوم ينشق فجره إلا وتنادي جميع الأعضاء على اللسان اتق الله فينا فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا ) إن استقمت لطريق الإيمان وطريق الألفاظ الطيبية فإنك سترفعنا درجات وتجعلنا في عليين أما حينما يتلفظ اللسان بألفاظ قبيحة بذيئة وقد ابتليت الأمة اليوم بفئات كثيرة في مختلف المجالات في الطرقات وفي البيوت حتى في أماكن اتخاذ القرار تجد تلك الألفاظ البذيئة التي لا تصدر من إنسان تعلم الأخلاق وتعلم الآداب فما إن ذهبت في مكان في الطرقات وفي وسائل المواصلات وسمعت سب الدين علانية وكأنها فاكهة بين الأصدقاء بعضهم البعض وسمعت الألفاظ التي يتلفظون بها بالآباء والأمهات الذين يجلسون في بيوتهم ولكن بذنبهم لأنهم لم يعلموا أولادهم التربية الإسلامية الصحيحية والأخلاق الفاضلة

هكذا هو حالهم وهذا هو مجتمعنا الذي نعيش فيه ألفاظ بذيئة قبيحة وسخيفة ويتكلم الإنسان بكلمات ولا يشعر بها ويقول بأننا لم أقل شيئا ونسي قول الحق سبحانه وتعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } علم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ــ ذلك الأمر وعلمنا أيضا أن رب العالمين رحيم به وفي نفس الوقت شديد العقاب للعصاة المذنبين

يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل يفتح باب التوبة على مصراعيه وفي نفس الوقت عزيز ذو انتقام لمن يؤذي خلق الله بالأفاظ القبيحة البذيئة ومن عاش على شيء شاب عليه ومن شاب على شيء مات عليه

هذا هو حال الإنسان الذي يعيش بتلك الأمور كلها انظر إلى تعاليم الإسلام تراه يأمر الأمة كلها بالأخلاق الفاضلة ويحث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ذلك بل إن الإسلام دعا أن لا نسب دين من يتبع غير دين الإسلام { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم }

هذه هي أخلاق المسلمين وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه لا تسبوا أبا جهل أمام عكرمة احتراما لمشاعر سيدنا عكرمة ـ رضي الله عنه ـ على الرغم من أن أباجهل تلعنه الملائكة ويلعنه الناس أجمعين ولكن الإسلام يريد أن لا يفتح الأمور ويريد أن لا يجعل للشيطان على النفس سبيلا ويقول لهم لا تسبوا أباجهل أما م عكرمة احتراما لمشاعره ـ رضي الله عنه ـ هذه هي أخلاق المسلمين أما أن نسمع تلك الألفاظ من سب لدين الله عز وجل ولا يتحرك إنسان فإن المصيبة كبيرة لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان لا يغضب لنفسه قط وإنما كان يغضب إذا انتهكت حرمة من حرمات الله عز وجل وكان يزداد وجهه احمرارا حينما تنتهك حرمة من حرمات الله عز وجل وانظر إلى سيدنا أسامة بن زيد يريد الشفاعة في المرأة المخزومية التي سرقت وأسامة من هو ؟ إنه الحب بن الحب فماذا قال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له جملة لو وعتها له الأمة اليوم لسعد حالنا ( أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) لو أن فاطمة ابنته وهي لم تفعل ذلك ولكن يبين للأمة بأنه إذا انتهكت حرمة من حرمات الله فلا مجال للصداقة للوساطة ولا مجال للمجاملة ولا للقرابة وإنما الأمر يكون لله رب العالمين والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )

وانظر إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يعلمنا تلك الأمور كلها نراه يحث على احترام الآخرين وأن لا يتكلم الإنسان بكلمات بذيئة تخرج من فمه لأنه ربما يتكلم الإنسان بكلمة لا يلقي لها بالا تكون سببا في دخوله النار والعياذ بالله فقد بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( وإن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يدخل بها الجنة وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ) (ولا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه )

والمرء مخبوء تحت لسانه وكان سيدنا أبو بكر يمسك بلسانه ويقول هذا الذي أوردنا الموارد والمهالك هذا الذي يدخل الإنسان الجنة أو النار بكلمة تخرج من فمه

وانظر إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم حينما عدد لسيدنا لمعاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ــ فضائل الإسلام ومباديء الإسلام قال له بعدها هل أدلك على ملاك ذلك كله ؟ أفضل شيء تفعله في هذه الدنيا أمسك عليك لسانك فقال له يا رسول الله وهل نحن مؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم حصائد الألسنة هي التي تدخل الجنة أو النار وحينما يبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك لنا فإنما يريد لنا النجاة في الدنيا والآخرة

ونرى الإسلام يحرم الغيبة والنميمة والتجسس على الآخرين نرى الإسلام يريد أن يكون الإنسان سليم الصدر ليس في داخله حقد لأحد وإنما يسير مع رب العالمين ينام وقلبه صاف لا يحمل حقدا أو غلا لأحد يبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ذلك لنا

لا تخبروني عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج عليهم سليم الصدر

ويوم أن جاءت السيدة عائشة تقول لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا أنزل الله عز وجل قوله تعالى

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }

ـ ويبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ العلاج لحياتنا كلها حينما نجعل من هذه الوصية شعارا نسير عليه في هذه الحياة ونحن في أول العام الجديد أن يحافظ الإنسان على لسانه ومامن نعمة أفضل من هذه النعمة حينما يهديك الله لها و تحافظ عليها فإن الخير كل الخير سيعود عليك وكما يقول علماؤنا ــ للإنسان أذنان ولسان واحد ليسمع أكثر مما يتكلم

وبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( لا يزال لسانك رطبا بذكر الله ) أفضل شيء يبعدك عن طريق الشيطان أن تجعل لسانك رطبا بذكر الله والحسنات في دقائق معدودة ونحن نبتعد عنها فمنها: ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) ( من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم غرزت له نخلة في الجنة ) فكم ضيعنا من نخلات ( لا يزال لسانك رطبا بذكر الله ) من قراءة للقرآن الكريم ومن تهليل وتحميد وتكبير وشكر لله رب العالمين سبحانه وتعالى واستغفار وتضرع لله رب العالمين فغن الله سيكرمك في الدنيا والآخرة فإن الإنسان في هذه الحياة حينما يعلم أنه مسئول عن لسانه ويعلم أنه مسئول عن ذلك الأمر ويعلم بأن الله سيسأله عن كل صغيرة وكبيرة فإن الله عز وجل سيعطي له المدد من عنده والتوفيق سبحانه وتعالى فإنه إن توجه لله رب العالمين بقلب صاف ودعا الله عز وجل فإن الله سيستجيب دعاءه من عمل صالح يقدمه لله في الحياة بين الحق سبحانه وتعالى ذلك الأمر حينما تلفظت الأمة بالألفاظ القبيحة على السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ واتهموها بالزنا والعياذ بالله وأشعلوا تلك الأمر بين القرآن الكريم لهم { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ }

حينما يتلفظ بالكلمات القبيحة البذيئة على الآباء والأمهات ويقول إنها بسيطة هينة ولكنها عند الله عظيمه تستوجب غضب الله وعقابه على من تلفظ بها والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) لم يعلم بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم يوم أن سئل من المسلم ؟ قال ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) فكم من بيوت تمزق وكم من عائلات تشرد وكم من مجتمعات تقطع فيها أوصر المحبة والرحمة بسبب تلك الكلمات التي تخرج من الإنسان ويأتي الشيطان ويشعل تلك الأمور كلها علمنا الإسلام بأن يخاف الإنسان على نفسه الأمر لا يكلفه شيء ولكن طبيعة الإنسان جبلت على الفضول والتطلع لأخبار الآخرين جبلت بأن نتكلم مرارا وتكرارا ولكن المسلم هو الذي يملك نفسه ويحاسب نفسه على كل صغيرة وكبيرة وكان السلف الصالح يحاسبون أنفسهم على كل شيء حتى إن أحدهم تكلم عن شيء ليس من اختصاصه فعاقب نفسه بالصيام يعاقب نفسه بعمل آخر ليكفر عن نفسه هذا الذنب الذي ارتكبه وقد وضح لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ) ( دع ما يريبك إلى مالا يريبك ) علمنا الإسلام ووضح لنا الطريق ( الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ) الطريق واضح وبين ونحن نسير في غير اتجاهه الصحيح ونسير وراء شهواتنا ونزواتنا وكلنا مخطيء في ذلك الأمر علمنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ( أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ) حينما يندم الإنسان على الفعل الذي يقوم به فإن ذلك من أول علامات التوبة ومن أول علامات قبول التوبة عند الله رب العالمين سبحانه وتعالى وقد وضح القرآن الكريم { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذاهم مبصرون } إذا جاء له شيء من الشيطان تذكر على الفور يندم على فعلته التي فعلها وإذا هم بها فإنما يبتعد عنها أراد الإسلام لنا النجاة وأراد لنا الحياة السعيدة الهنيئة
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أئمة أوقاف مصر :: اســــلاميـــات :: خطب-
انتقل الى: